كيفية تسرَيع الحياة عن بُعد للتكنولوجيا المتّصلة وتغييرها لأنماط عملنا

بقلم: خواجة سيف الدين، مدير مبيعات أول لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا في شركة “ويسترن ديجيتال”

لا شك ان التكنولوجيا المتّصلة تلعب دورًا رئيسيًا في ما يتعلّق بالسماح للموظفين بمواصلة العمل، على الرغم من جائحة فيروس “كورونا” الحالية، التي أدت إلى تسريع تطوير تقنيات جديدة عبر مختلف القطاعات. من هنا، يجب على الشركات وأنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها مواكبة متطلّبات العمل عبر الإنترنت، لا سيما مع الزيادة الكبيرة في حجم البيانات. وبالتالي، ستحتاج قدرات تخزين البيانات الخاصة بهم إلى التطوّر، كي تتماشى مع هذا التطوّر السريع.

ومع الأخذ في عين الاعتبار استمرار الاتجاهات التي باتت سائدة في الحياة عن بعد إلى ما بعد فترة الجائحة، فلا بدّ من دراسة الشكل الذي ستبدو عليه هذه التغييرات في مختلف القطاعات، إلى جانب دراسة كيفية تأثيرها على احتياجات التخزين.

قوة عاملة متّصلة عالميًا

طُلِبَ من ملايين الأشخاص حول العالم العمل من المنزل، وارتفع عدد الموظفين العاملين عن بُعد في فترة زمنية قصيرة جدًا. وفي أبريل 2020، أظهرت الإحصائيات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني ان حوالي نصف (47%) من الموظفين يقومون ببعض أعمالهم من المنزل، وغالبيتهم (86%) يقولون ان السبب وراء ذلك كان جائحة فيروس “كورونا” (كوفيد -19). بدورها، عملت فرق تقنية المعلومات على إنشاء محطات عمل افتراضية للموظفين من أجل إتاحة الوصول إلى التطبيقات الهامة في المؤسسة. واستخدم العاملون عن بُعد مؤتمرات الفيديو وأدوات تعاون الفريق، مثل أتمتة DevOps وإدارة المشاريع، من أجل تسهيل الاتصالات الافتراضية الخالية من العوائق.

وفيما نتطلّع إلى مستقبل مؤتمرات الفيديو، يدخل الذكاء الاصطناعي (AI) أكثر فأكثر حيز التنفيذ، حيث يساهم في تحسين تجربة المستخدم وكفاءات اجتماعات الفريق. ويمكن لمؤتمرات الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحديد أفضل وقت لجميع الحاضرين، وكذلك التخفيف من الضّوضاء الخلفية في الاجتماعات، وإنشاء نسخ للمناقشات بشكل تلقائي، وحتى مشاركة قوائم الإجراءات والملاحظات.

صعود التعلّم عن بعد

وخلال فترة الجائحة، وتحديدًا أثناء إغلاق المدارس، طلبت الحكومات من الإداريين والمعلمين الانتقال بسرعة إلى التعليم عن بُعد. وأقيمت العديد من أوجه التعاون بين كل من الشركات التعليمية غير الربحية وشركات التكنولوجيا مع المدارس الحكومية، من أجل توفير الموارد والأدوات والتدريبات اللازمة للمعلمين كي يستمروا بتعليم طلابهم بفعالية. وتمكّن المزيد من الطلّاب من الوصول إلى البرامج والتطبيقات الخاصة بالإنتاجية عن طريق أجهزة سطح المكتب الافتراضية. ونتج عن ذلك زيادة أهمية الحاجة إلى تخزين البيانات الشخصية من خلال محرّكات الأقراص الصلبة الداخلية ومحركات الأقراص الثابتة أو محركات أقراص سطح المكتب، وذلك من أجل إنشاء النسخ الاحتياطية للفروض المنزلية والبيانات والمشاريع.

وفي المستقبل، قد يستفيد التعلّم عن بُعد من الواقع المعزّز والافتراضي، من أجل إنشاء تجارب تعليمية غامرة للطّلاب.


سلاسل التوريد الآلية والذكية

كانت الأتمتة في مقدمة اهتمامات الشركات التي تتطلع إلى تبسيط العمليات من أجل تحسين الكفاءة والتحكم والدقة والسلامة. لقد أوضحت جائحة “كوفيد-١٩” مسألة الأتمتة بشكل أفضل، وأدت إلى تبنيها بشكل كبير. فحين تزيد الأعباء على سلاسل التوريد العالمية، تساهم الأتمتة على تخفيف تلك الأعباء. وفي ظلّ التباعد الاجتماعي، يمكن للروبوتات تولّي المهام التي قد تعرّض العمّال للخطر.

لقد خلقت الجائحة فرصة مثيرة للاهتمام لروبوتات الأرصفة والطائرات بدون طيار والسيارات ذاتية القيادة، التي تجعل عمليات توصيل الميل الأخير أكثر كفاءة وخالية من اللمس. وقد اشترت إحدى منصات التجارة الإلكترونية الرائدة مؤخرًا شركة ناشئة للسيارات ذاتية القيادة، من أجل تسريع تطوير السيارات ذاتية القيادة. كما كان فرع تجريبي لأكبر محرّك بحث في العالم يجري اختبارات تسليم الطائرات بدون طيار منذ أكتوبر 2019، حيث عمل على توسيع العناصر التي يمكن للعملاء طلبها، سواء كانت مخبوزات أو قهوة أو ورق التواليت أو أدوية ومعجون الأسنان.

الرياضات الإلكترونية والفعاليات الافتراضية

أدى انتشار جائحة “كورونا” إلى قيام العديد من المؤسسات بتأجيل أو إلغاء أبرز الفعاليات الضخمة. واضطرّ منظّمو الفعاليات إلى إعادة التفكير في استراتيجيتهم الخاصة بتلك الأحداث، وذلك من خلال جعلها افتراضية بالكامل، أو عبر تقديم مزيج من الجلسات الشخصية الافتراضية، من أجل التواصل والتفاعل مع جماهيرهم.

كما أدّى الإغلاق إلى تغيير خيارات الترفيه في المنزل. فبات الناس يمضون المزيد من الوقت داخل منازلهم ويستخدمون خدمات بث الفيديو بمعدلات أعلى. بدورها، مكّنت المنصات الافتراضية المتوافرة حاليًا الأشخاص من زيارة متحف اللوفر، وإنقاذ العالم من الزومبي، وتسلّق الصخور في إسبانيا، وكل ذلك بينما يجلس الشخص في منزله ويرتدي ملابس النوم الخاصة به. كما استمرّت الألعاب والرياضات الإلكترونية في النمو.

ومن المتوقّع ان ينفق 2.7 مليار لاعب في العالم، بحلول عام 2023، أكثر من 154 مليار جنيه إسترليني على ألعاب الفيديو، ولا سيما ألعاب الهاتف الذكي، وربما أيضًا الألعاب عبر الأجهزة القابلة للارتداء.

بالإضافة إلى ذلك، وبفضل قوة السحابة، بات في إمكاننا بث الفيديو مباشرة على أجهزتنا. إلّا ان التحوّل إلى جهاز التسجيل DVR السحابي يمثل العديد من التحدّيات لمقدّمي الخدمة. أما مكتبات المحتوى لخدمات البث، فتستمر في النمو بمعدلات مذهلة. ونتيجة لذلك، تتوقّع “سيسكو” وصول حركة مرور IP العالمية إلى 4ZBs في عام 2022، وان تكون 82% منها جرّاء بث الفيديو. كما من المتوقّع، في العام نفسه، ان تنمو حركة المرور في الساعات المزدحمة بمعدل نمو سنوي مركّب يبلغ 37%، أي أكثر بخمسة أضعاف مما كان عليه في عام 2018 فقط، بحسب ما يشير التقرير.

لماذا تقوم الشركات بزيادة السعة التخزينية للبيانات

في الخلاصة، أدّى الوضع الحالي إلى لجوء الشركات والمدارس والخدمات البلدية إلى مواكبة التحوّل الرقمي السريع النموّ من حولهم. فكان عليهم التأكّد من امتلاكهم للإمكانات الكافية لتخزين البيانات، وذلك من أجل خدمة وإدارة التقنيات المتّصلة التي باتوا هم مسؤولون عنها في الوقت الحالي. نحن نعيش في عالم رقمي جديد شجاع، تقوده المتطلبات المتزايدة من المؤسسات في مراكز البيانات السحابية. لذا، تعمل الشركات على زيادة سعة البيانات وتسريع الحوسبة السحابية ومشاركة بيانات التخزين الفلاش المصنّفة، سواء للتعليم أو لتقديم الخدمات العامة الحيوية أو لخدمات الترفيه. وقد أثبت نموذج الحياة عن بُعد تماشيه مع أنظمة تكنولوجيا المعلومات الجديدة المطبّقة، كونها تدعمه إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم، وهذا يبشّر بالخير للشركات التي ستستخدم هذه التقنيات حتى بعد انتهاء فترة الجائحة.

البيانات التطلّعية:

قد تحتوي هذه المقالة على بيانات تطلعية، بما في ذلك البيانات المتعلقة بتوقعات منتجات التخزين من “ويسترن ديجيتال”، والسوق العام لهذه المنتجات، وكذلك التطوّرات المستقبلية في تلك الأسواق. وتخضع هذه البيانات التطلعية للمخاطر والشكوك التي قد تؤدي إلى اختلاف النتائج الفعلية عن تلك المعبّر عنها في البيانات التطلعية، والتي تتضمّن تحديات النمو أو التأخير، وسلسلة التوريد والمسائل المتعلّقة بالخدمات اللوجستية، والتغيرات في الأسواق، والطلب، والظروف الاقتصادية العالمية، وغيرها من المخاطر والشكوك الأخرى المذكورة في أحدث التقارير الفصلية والسنوية لشركة “وسيترن ديجيتال” Western Digital Corporation، المقدّمة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات، والتي يتم لفت انتباهكم إليها. ونحذّر القرّاء من عدم الاعتماد بشكل غير مبرر على هذه البيانات التطلعية، ولا نتعهد بأي التزام لتحديث هذه البيانات التطلعية لتعكس الأحداث أو الظروف اللاحقة.

Exit mobile version