تقارير ومقالات

نظارة أبل تضحك أخيرًا, فتضحك كثيرًا

كعادتها أبل إن جاءت متأخرةً, ركبت موجة الواقع الافتراضي والمعزز جيدًا.

قبل ثلاثة أعوام وعلى مدى ثلاثة أجيال تقنية, تهافتت الشركات وتعاركت لتسبق بعضها في تقديم أفضل وأول تجربة مستخدم للواقع الافتراضي. مايكروسوفت مع هولولينز ومحاولات دعم الواقع الافتراضي والمعزز على نظام ويندوز, قوقل مع كاردبورد,دي دريم ,يوتيوب 360 وأخيرًا مشروع هاتف وتقنية تانقو. بعد سلسلة طويلة من النجاح والفشل, قامت هذه الشركات باختزال أفضل مالديها في شروط محددة وضمن نطاقاتٍ واضحة على سلسلة أجهزة وعتاد مقيد للحصول على أفضل تجارب الواقع الافتراضي والواقع المعزز, ثم وبغمضة عين أصبحت أبل ضمن المنافسة لكن متخطيةً كل هذه المشاكل والتكاليف !

هل لدى أبل مفتاحٌ سري أو طريق مختصر لتهابها بقية الشركات في سوق عالم الواقع الافتراضي؟ لا طبعًا فالمنافسة واضحة أمام الجميع, لكن الفارق كان في أن أبل عرفت نقاط القوة والضعف لديها ولدى المنافسين, وحجّمتها جيدًا قبل أن تُقدم على مثل هذه الخطوة, ألا وهي الدخول إلى سوق جديدةٍ عالميًا فضلًا عنها داخليًا في أبل.

بنظرة سريعة, تمتلك قوقل مراكز بحث ومطورين أكثر وأضخم من الموجودين لدى أبل, فبالنظر إلى عدد الشركات المصنعة والمطورة لنظام أندرويد وبرمجياته من الطرف الثاني والثالث, فإن فرصة نجاح أبل في منافسة قوقل هنا ضعيفة جدًا. من جهة أخرى, لدى أبل ما تتقدم به على قوقل وتعطيها نقطة قوةٍ تصنع منها الرابح الأكبر في هذه المنافسة, فبينما تفتقر أجهزة أندرويد والمطورة من قوقل تحديدًا إلى التوافقية والدقة في الدعم والمواصفات, السبب يرجع إلى تعدد مستويات الأجهزة من أغلاها وأفضلها إلى الأرخص والأقل مواصفاتًا, تأتي أبل بسلسلة هواتف واحدة باسم آيفون, محدودة المواصفات والدعم, حيث أن النظام مصمم تمامًا لهذه الأجهزة, لا أكبر منها ولا أصغر. توافقية نظام iOS مع جميع الأجهزة المدعومة بكامل المواصفات هي الأمر الذي تفتقده قوقل, وهو ما أعطى الشركة الفرصة لأن تعلن بأنها في مجرد ليلة وضحاها جعلت من معظم مستخدمي هواتف آيفون وأجهزة آيباد في العالم ينعمون بتقنيات الواقع المعزز.

على الرغم من أن مالا يقل عن 93% من مستخدمي أندرويد يمتلكون أحدث حزم التطبيقات من قوقل, إلا أن هذا لا يكفي في نظري شخصيًا, فبمقارنة نظامي أندرويد لولي بوب ومارشميلو في ما يتعلق بالواقع الافتراضي, فالفارق واضح وملموس جدًا بالرغم من كون حزمة التطبيقات محدثةً على كلا الجهازين, أما أبل فبمجرد أن تعلن عن إطلاق iOS 11 رسميًا سيمتلك المستخدمون وصولًا مباشرًا إلى الواقع المعزز.

حسين العلي

طالب جامعي, كاتب ومحلل تقني, متخصص في المجالات الإدارية, مهتم بكل ما يهم العميل النهائي لمنتجات تقنية المعلومات, وما يهم الشركات على شكل خاص بتلبية رغبات العميل والربحية المستمرة, ما أقوم به هو رسائل إلى كل من يحتاجها في العالم إثراءً لمحتوى لغتنا العربية وأجيال مجتمعنا, واستئنافًا لما يقوم به باقي الزملاء في هذا المجال حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى