ماذا تخبئ قوقل في مؤتمر المطورين I/O 2016
يومًا بعد يوم, يقترب موعدنا المنتظر مع عملاقة تقنية المعلومات والانترنت قوقل لهذا العام والملخص بالوسم في التدوينات ومواقع التواصل الاجتماعي #IO16. وليس من الغريب أبدًا أن يحظى مثل هذا المؤتمر على هذا الزخم الشديد من التدوين والتداول, لكنه يبقى في مقدمة انتظار الجميع, حابسًا الأنفاس ترقبًا, فمن غير الطبيعي ألا يقدم احدٌ هنا أو هناك تعليقاته وتوقعاته وتسريباته حول ما ستقدمه هذه الشركة في هذا العام, والذي بالمقابل سيحدد توجه عدد ضخمٍ من الشركات تجاه عدد من التقنيات التي عملت على تطويرها لتقدمها في هذا المؤتمر للجميع, الشركات, المطورين وبالتأكيد للمستخدمين. علمًا بأن الشركة وكما اعتادت قد وضعت جدولًا موضحًا وقابلًا للتعديل والتحديث في موقع تحديثات المؤتمر , والذي سيقام في تمام الساعة 6 مساءً بتوقيت السعودية بيوم الأربعاء المقبل والموافق للتاريخ 18 مايو 2016.
حتى الآن, لا يمكننا اعتماد الجدولة التي قامت قوقل بوضعها في موقع الحدث, يحث لازال يتسم بكثير من المرونة وعدم الشفافية الكافية حول ما ستقدمه الشركة والمواعيد المعدّة لها وكذلك التفاصيل التي ستتطرق لها, الأمر الذي يصنع الفرصة لتوقعات المختصين حول ما قد تقدمه الشركة في هذا العام, والذي سيدور حول المحاور نظم التشغيل, أدوات البرمجة وأساليب التطوير, تقنيات الواقع الافتراضي, مشاريع قوقل والشركات المتحالفة معها وأخيرًا خدمات قوقل للأعمال.
ستبدأ الشركة باستعراض عدد من الأرقام والإحصائيات التي تقوم بها كل عام, والتي تمثل أحد الانطباعات العامة للمؤتمرات التقنية لهذه الشركات, حصدًا للمستثمرين وتربيتًا على أكتاف العملاء الحاليين, لتنتقل بعد ذلك إلى محاورها الرئيسية لهذا العام والتي ستتألف من :
النسخة النهائية من أندرويد N
كما عودتنا الشركة على استغلال مؤتمرهاIO كل عام ستطلق عددًا من أنظمة التشغيل التي قامت قوقل بتطويرها وتعديلها, والتي قدّمتها للمطورين منذ وقت مضى, لكن هذا الوقت للإطلاق بالاسم الرسمي للجميع والذي من الممكن أن يكون ( نوتيلا 6.1 ), من مطورين ومستخدمين. تشير التوقعات إلى أن أندرويد N في ما عدا تعدد التطبيقات والاختصارات والتصاميم الطفيفة, لن يحظى على الكثير من تعديلات وإضافات المظهر بعكس البرمجيات التي ستحصل على عدد كبير من التحسينات والتعديلات التي ستجعل من أقل الأجهزة عتادًا قابلًا على مالم يتمكن من تشغيله وتنفيذه في أي وقت مضى.
نسخة محسنة من نظام أندرويد وير
بالنظر إلى سوق الساعات الذكية الذي ظهر خلال العامين الماضيين, قوقل تمتلك حصة صغيرةً نسبيًا مقارنةً بالآخرين, حيث تعمل مع عدد كبير من الشركات التي تصنّع الساعات الذكية, لكن القليل منها فقط ما لاقى تقبلًا في الأسواق, حيث أن شريحة ضخمة من المستخدمين ذهبوا إلى اقتناء ساعات أبل ( أبل واتش ), والشريحة الثانية فضّلت استخدام نظام تايزن المطور بواسطة سامسونج وفايرفوكس في ساعات سامسونج ( سامسونج جير ), والشريحة الثالثة والتي تصنّف نسبيًا الأقل قد ذهبت للشركات الأخرى كـ LG وهواوي وموتو 360, الشريحة الأخيرة كانت من نصيب الشركات التي صنعت ساعات وسوارات رياضية ذكية زهيدة الثمن مقارنة بالآخرين, لكن بأنظمة تشغيل مطورة لدى هذه الشركات تحديدًا. لذا فإن أهمية إطلاق نظام ساعة ذكي من قوقل لاقتطاع النسبة الأكبر من كعكة السوق يبدو أمرًا لا يمكن تجاهله في مثل هذا الوقت الذي من يسيطر فيه على الحصة الأكبر, يبقى.
لا تفاصيل تذكر حتى الآن, حتى التوقعات لا تشير إلى ما دون تحسين أداء البطارية وتوفير الطاقة في النظام.
الجديد من كروم OS
مثير للغرابة والاهتمام – وقد يكون السخرية على حدٍ سواء – هو اهتمام قوقل وتمسّكها بنظام كروم الذي قد يعمل ليشغل تطبيقات أندرويد بشكل رسمي هذه المرة,ليحده من فشله الذريع في المبيعات حول العالم, والذي كان الهدف الرئيس منه حاسوبًا يعمل بشكل كامل على الانترنت, أي مجرد بوابة لخدمات قوقل والانترنت السحابية مفتوحة المصدر منها والمدفوعة بسعر زهيد جدًا. مع توجه عدد أكبر من الشركات الضخمة في عالم الحاسوب الشخصي كـ HP و Dell لتصنيع حواسيب محمولة بنظام كروم OS, فقد ينبئ هذا الأمر بأن قوقل تعمل على تقديم ما يستحق العناء والمخاطرة لاقتناء حاسب بنظام غريب مثل كروم.
الإصدار التالي لنظام أندرويد أوتو
بعد المنافسة التي قدّمتها قوقل لأبل في مجال أنظمة السيارات الذكية, والتي بدأت بنظام أبل كار الذي لم يستمتع بأسبقيته كثيرًا حتى لحقت قوقل به بنظام قوقل أوتو, من المؤكد جدًا أنه سيحصل على عدد من التحديثات كما نشرت قوقل في موقع الحدث, والمحمّس في ذلك هو تأكيد حصول المطورين على API الخاصة به لتطوير تطبيقات الطرف الثالث فيه. لا توجد أي تفاصيل حول نوعية التطبيقات التي سيدعمها النظام أو آلية تطويرها غير أنها ستكون قفزة تتقدم بها على أبل كار بخطوات من هنا.
تبني لغة برمجة جديدة
قد يخفى عن الكثيرين كون قوقل تعاني بعض الشيء داخليًا من مشاكل مع عملاقة التقنية أوراكل والتي تمتلك قسمًا ضخمًا مطورًا من لغة جافا غير مفتوحة المصدر والتي امتلكتها بعد استحواذها على شركة صن, لهذا السبب بدأت الشركة منذ فترة ليست وجيزة بالعمل على تطوير لغة برمجة خاصة بها مطورة من منصة ( دارت – Dart ) و مبنية في النهاية على لغة جافا مفتوحة المصدر, وأطلقت عليها اسم لغة ( سكاي – Sky ), الأمر الذي سيزيد من كفاءة تطبيقات أندرويد ويسهل برمجتها, إلى جانب قدرتها على منافسة لغات ذكية كلغة ( سويفت – Swift ) المطورة في أبل لنظام iOS.
نظارات الواقع الافتراضي من قوقل
من المتوقع جدًا أن تعلن قوقل في مؤتمرها لهذا العام أخيرًا منافستها رسميًا للشركات المصنعة لتقنيات الواقع الافتراضي وتحديدًا أوكولس والتي تمتلكها فيسبوك, والأخرى Vive المقدمة من HTC بالتعاون مع ستيم للألعاب. هذه المرة ستقدم قوقل نظارتها بشكل مستقل, بعيدًا عن الحاجة لوضع الهاتف الذكي داخل النظارة, لأنها ستحوي شاشة من الداخل تتفاعل بشكل أذكى مع العين. ومن الممكن عندها أن تقدم قوقل نظام تشغيل مخصص من أندرويد باسم أندرويد VR والذي سيحتوي على عدد من تقنيات الذكاء الاصطناعي AI لتتفاعل مع الحركات والتطبيقات بتوقع مسبق.
ستقوم قوقل هذه المرة بتقديم مفهوم نظارات قوقل كاردبورد للواقع الافتراضي التي قدمتها العام الماضي بأدوات أولية كالورق المقوى والعدسات عن طريق تحسين أدوات المطورين, والتي ستركز هذا العام على وحدتي الأفلام والألعاب بشكل خاص. ويظهر هنا طموح قوقل لأن يكون الواقع الافتراضي للجميع كما هو الأمر مع المحتوى الترفيهي المتاح للجميع في الهواتف الذكية.
مشروع تانقو ( Tango )
كان مخيبًا للآمال أن قوقل لم تعلن عن أي تحديثات تذكر من المشروع في IO 2015, إلا أن الشركة وكما يبدو قد تعزم أمرها هذه السنة لتطلق المشروع أخيرًا للجميع, ولمن لا يعرف مشروع تانقو فهو مشروع تقني بحت مرتبط بالواقع الافتراضي, قامت لينوفو بابتكاره وقوقل بتطويره منذ زمن ليس بالقريب, يقوم بتصوير وتحليل البيئة والخرائط الداخلية للأماكن الموجود فيها ورسمها بشكل ثلاثي الأبعاد بهدف التفاعل الذكي معها عن طريق التطبيقات والألعاب التي تحول البيئة الواقعية إلى واقع افتراضي, محاكيةً كل التفاصيل التي فيه بدقة متناهية.
مشروع هاتف آرا ( Ara Phone )
أحد المشاريع التي ينتظرها الكثيرون منذ 2013 والتي بدأت في موتورولا مع عدد من المشاريع الأخرى, وانتقلت إلى قوقل حين استحوذت عليها قبل أن تنتقل إلى لينوفو, وتكمن فكرة هذا المشروع في هاتف ذكي يعمل بنظام أندرويد قابل لاستبدال القطع الداخلية بسهولة, وتحديثها بقطع أفضل منها متى أراد المستخدم, وكما هو الأمر مع مشروع تانقو, كان هذا أحد المشاريع المتوقعة العام الفائت, والتي قد ترى النور هذه السنة أخيرًا.
https://www.youtube.com/watch?v=intua_p4kE0
مشروع نظارة Aura
بعد الفشل الذريع الذي لاقته نظارة قوقل ( Google Glass ) في الماضي من حيث التسويق والتطوير, هذه السنة قد يظهر الجيل القادم منها باسم Aura حاملًا معه ما يجب أن يقدّمه بعد استراحة المحارب التي دامت سنتين بعيدة فيها عن الساحات وعامة المطورين. قد تكون قوقل فهمت إلى حدٍ ما أنه لم يكن التوقيت المناسب لطرح هذه الفكرة في وقت مضى لكن الأمر الآن قد اختلف كثيرًا من حيث الابتعاد عن سوق الهواتف الذكية والتوجه نحو سوق التقنيات السحابية والواقع الافتراضي من جميع النواحي.
سيارة قوقل ذاتية القيادة
مع صدور عدد من الأخبار حول تحالف قوقل مع اليابانية لكزس منذ وقت مضى, ومع مجموعة فيات كرايسلر للسيارات هذه السنة وتحديدًا في وقت قريب من مؤتمر IO16, يمكن التنبؤ إلى حد ما من أن قوقل قد تعلن عن سيارتها ذاتية القيادة أخيرًا هذا العام, أو على الأقل تعلن عن شيء من أهدافها وأرقامها أو مواعيد إطلاقها في عدد من الولايات في بلدها الأم, لا توجد تأكيدات واضحة حول هذا الأمر لكن ينبغي أن يوضع بعين الاعتبار أيضًا.
خدمات قوقل السحابية
من المتوقع جدًا أن تستغل هذا المؤتمر كفرصة لتسويق خدماتها ( Google for Business ) للأعمال بشكل أكبر, حيث قامت في 2014 بتقديم عدد من العروض المناسبة ماديًا لأصحاب الأعمال كحلول الشبكات فيها, ومن المتوقع هذا العام أن تركز على إتاحة خدماتها بشكل أوسع للمطورين شبه مفتوح المصدر, حاصلةً بذلك على أكبر منصة مستخدمين, وأكثرها تطورًا وتحسينًا, وبالمجان للأفراد. أما للمؤسسات والشركات فستكون أكثر إغراءً, وقد تركز أيضًا على تغذية المطورين بمعلومات أكبر حول تتبع تطبيقاتهم ومستخدميها حول العالم بأفضل شكل ممكن لزيادة الكفاءة والأرباح للجميع على حد سواء. بمعنى أن كل مطور سيعيش تجربة عمله المستقل, والفضل يعود لقوقل.
بين أيديكم هذا الموجز الذي قد يكون منطقيًا جدًا حول الصورة العامة لهذا لقوقل هذا العام, لكن الأكثر تفصيلًا وتحليلًا سيكون هذا المؤتمر الملهم الرئيس للشركات التقنية الأخرى بما لديهم من ابتكارات ومنصة ضخمة من المنتظرين والمطورين. بيننا الموعد المحدد, كونوا على انتظار .
