تقارير ومقالات

هل تستطيع ساعة Blocks الذكية إثبات نفسها كمفهوم أكثر من كونها منتج ؟!

استطاعت ساعة Blocks الذكية القابلة للتفكيك “Blocks modular smartwatch” الاستحواذ على اهتمام المستخدمين على شبكة الإنترنت لفترة من الوقت عند الحديث عنها منذ عدة سنوات.

جاءت الإصدارات الأولى من ساعة Blocks الذكية في شكل نماذج تقريبية وجاهزة للتطبيق العملي والدخول في حيز التنفيذ لكن شغف المستخدمين للحصول على هذا المنتج الجديد لم يتضاءل وبالفعل بدأت حملات التمويل الجماعي بعد ذلك بأكثر من عام.

حصلت الشركة على ما يناهز 1.6 مليون دولار من التبرعات المعلنة خلال بضع سنوات من البحث والتطوير وأخيرًا جاءت ساعة Blocks في شكلها النهائي. ولكن تغيرت الكثير من الأمور خلال هذه الفترات الانتقالية. فقد أوقفت قوقل مشروع Ara الخاص بتطوير هواتف ذكية ذات أجزاء قابلة للتفكيك والتبديل ولم تعد “الأجهزة الذكية القابلة للتفكيك” هي المصطلح الشائع كما كانت من قبل.

لكن لا يزال المطورون الأوائل لساعة Blocks لديهم اعتقاد بقدرتهم على تقديم مفهوم جديد ومميز، والدليل على ذلك هو عودتهم للظهور برؤية حديثة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES 2018، وبيع أول وحدات “بيتا” -المكونة للساعة- عام 2017 لشركة Kickstarter الأمريكية التي تتبنى الأفكار الناشئة.

وأدى التصنيع دون المستوى للأجزاء المكونة للساعة إلى ضرورة البحث عن شريك جديد، وفي الوقت نفسه، تحولت الساعة من شرائح معالجات كوالكوم لشرائح MediaTek 6580M رباعية النواة وهي أسرع بشكل ملحوظ لكن هذه الخطوة تطلبت استيفاء المزيد من شروط الترخيص. ولكن المنتج الآن على ما يرام وجاء وفقًا لتوقعات الفريق وتصوراتهم الأولى وهم الآن في طريقهم للبدء في شحن وحدات من المنتج لأسواق التجزئة في غضون الأشهر القليلة المقبلة ومنح الممولين جزءًا من أرباح المشروع.

ويعمل الفريق حاليًا على ترقية نظام تشغيل الساعة لنظام Android Oreo 8.0 بحيث يمكن للعملاء، قريبًا بعد تلقي أجهزتهم، التعامل مع العملاء بشكل أسرع وتجربة مستخدم أكثر كفاءة مع تحسين في أداء البطارية. وقد تم تطوير نظام التشغيل لساعة Block من قبل بواسطة شركة Cronologics المتخصصة في تطوير أنظمة الساعات الذكية واستحوذت عليها قوقل عام 2016 وقام المطورون ببناء نظام Android Wear كنظام تشغيل للساعات الذكية.

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

لكن المكونات الأساسية للساعة المتمثلة في وحدات “بيتا” كانت ولا تزال هي الأساس من وجهة نظر الفريق أما العناصر الأخرى مثل شاشة أمولد اللمسية، البطارية ومكبر الصوت فجميعها تقدم مزايا إضافية. وتضم الساعة وحدات بطارية يمكن استبدالها لتشغيل خاصية GPS أو رصد درجة الحرارة، الرطوبة، مقاييس ارتفاع وأجهزة استشعار لقياس الضغط الجوي ولتشغيل كشاف إضاءة LED أيضًا بجانب وظائف أخرى يمكن الحصول عليها من معظم الساعات الذكية الموجودة الآن.

الجيد في الأمر أن فريق عمل ساعات Blocks الذكية لم يقدموا لمستخدميهم وعودًا مزيفة بحصولهم على نموذج جديد من ساعة أبل بين أيديهم حيث يستهدف المنتج شريحة محددة للغاية من السوق والحصول على ولائهم التام للمنتج ولا سيما أولئك الذين لا يحتاجون لاستخدام منتج كامل. فعلى سبيل المثال، قد يرغب أحد مديري المصانع في توفير ساعات ذكية للعمال لتوفير معلومات دقيقة عن الموقع في الأماكن المغلقة، استشعار الغازات الضارة وأزرار الإنذار. وربما تكون الساعة قادرة على تحديد ما إذا كان مشغل الآلة جاهز للعمل أو مُتعب ويحتاج للتبديل مع زميل آخر. ويعتقد الفريق أن هذا هو المكان المناسب لعمل ساعة Blocks كمنصة للأجهزة وليست مجرد ساعة.

وأجرى فريق Blocks مؤخرًا العديد من المحادثات حول إدراج ساعة Block الذكية القابلة للتفكيك في مشاريع مخصصة والتوسع في تطبيقات أكبر مثل تطوير جهاز لسباق الجمال يمكنه متابعة الإحصائيات والبيانات الفسيولوجية في وقتها الحقيقي، وأجهزة لأغراض أخرى مثل المصادقة البيومترية لضمان أعلى مستويات الأمان بأخذ بصمة لأوردة كف اليد،  استشعار جودة الهواء، متابعة العرق والتوتر، ومستشعر الأشعة فوق البنفسجية.

ويسعى فريق Blocks حاليًا للدخول في شراكة مع ممول آخر وهو شركة FlicTech التي ستستخدم وحدات الساعة في جهاز تحكم مبني على الإشارة وفي المقابل يتم دمج زر Flic الذكي في أحد أجزاء الساعة.

ومن المتفق عليه أن معرض CES منصة مفتوحة لعرض الأعمال التقنية أكثر من كونها أحد مراحل إطلاق المنتج، ويرغب فريق مطوري ساعة Blocks الذكية في الحصول على مزيد من مجموعات التمويل، التوصل لاستخدامات جديدة وبناء نماذج جديدة من أجزاء الساعة القابلة للتفكيك. ويرغب الفريق أيضًا في التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية من أجل الحصول على أفكار مبتكرة وفتح قنوات جديدة لتسويق المنتج أيضًا.

جدير بالذكر أنه حتى الآن لم تعلن ساعة Block الذكية عن نقطتها البيعية الفريدة التي تميزها عن الساعات الذكية الأخرى سوى أنها تنطوي على إمكانات لم تُستكشف بعد مما يدفع الفريق لاعتبار ساعات Block “مفهوم” أكثر من كونها منتج.

صور متنوعة لساعة Block

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى