نتائج آبل وأمازون تحت المجهر وسط ضغوط السوق وتوقعات الذكاء الاصطناعي

بينما يترقب عالم التكنولوجيا اثنتين من أكثر النتائج المنتظرة هذا الأسبوع، تتجه الأنظار إلى شركتي آبل وأمازون. إذ تواجه الشركتان توقعات عالية من المستثمرين وسط تغيّرات اقتصادية متسارعة وتصاعد المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.
آبل: ربع مالي حاسم
تراجعت أسهم آبل بنحو 15% منذ بداية العام، مما يزيد من أهمية نتائجها المرتقبة. ويترقب المستثمرون عن كثب تحديثات حول الطلب الاستهلاكي، ومرونة سلسلة التوريد، واستراتيجية الشركة في مواجهة التحديات الناشئة.
من بين أبرز التحديات، تأتي التعرفة الجمركية الأمريكية الجديدة على الأجهزة المصنعة في الصين، والتي قد تؤثر على أرباح آبل بما يُقَدّر بحوالي 900 مليون دولار هذا الربع. وللحد من التأثير، تسرّع الشركة من خطوات تنويع التصنيع، حيث بدأت بتحويل الإنتاج إلى الهند وفيتنام. كما أن قوة تسعير آبل – والتي تجلت في هامش ربح إجمالي بلغ 47% في الربع الماضي – قد توفر لها هامشاً لتمرير التكاليف الإضافية إلى المستهلكين دون التأثير الكبير على الطلب.
سيكون تركيز وول ستريت منصبًا على خارطة طريق آبل في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد قدمت الشركة معلومات محدودة عن خططها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال مؤتمر المطورين في يونيو، ما أثار قلق المستثمرين من تخلفها عن المنافسين. وسيكون المحللون بانتظار أي تحديثات حول دمج الذكاء الاصطناعي في “سيري”، أو المزايا الذكية داخل الأجهزة، أو حتى استثمارات جديدة في هذا المجال. وعلى الرغم من أن آبل لطالما تبنّت نهجًا حذرًا يُركّز على الخصوصية فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، إلا أن أي إشارات على تسريع الجهود ستُعتبر علامة إيجابية للمستثمرين.
قال جوش غيلبرت، محلل الأسواق لدى إيتورو: يُعدّ موسم الأرباح هذا مفصليًا لكل من آبل وأمازون. بالنسبة لآبل، سيتمحور التركيز حول مدى قدرتها على إدارة المخاطر الجيوسياسية وسلاسل التوريد، مع إبراز التقدم في طموحات الذكاء الاصطناعي. أما بالنسبة لأمازون، فنجاحها في توسيع بنيتها التحتية السحابية المعززة بالذكاء الاصطناعي والحفاظ على كفاءة أعمال التجزئة سيكون مؤشراً أساسياً على مرونتها وسط المنافسة المتصاعدة.”
بعيدًا عن الذكاء الاصطناعي، لا يزال الطلب على المنتجات والخدمات محط اهتمام. من المتوقع أن تصل مبيعات iPhone إلى نحو 47 مليار دولار أمريكي، رغم أن الضعف المستمر في السوق الصينية قد يؤثر سلبًا. كما قد تساهم الإصدارات الأخيرة – مثل الجيل الحادي عشر من iPad وMacBook Air بشريحة M4 – في تعزيز نتائج قطاعي Mac وiPad. وسيراقب المستثمرون أي تلميحات حول iPhone 17 القادم. ورغم التحديات الحالية، تظل آبل لاعبًا رئيسيًا، لكنها قد لا تكون بعد اليوم النجم الأبرز بين أسهم “السبعة الرائعة”.
أمازون: قوة الحوسبة السحابية وصلابة التجارة الإلكترونية
تركز أرباح “أمازون” القادمة على أدائها في قطاعين رئيسيين: خدمات “أمازون ويب سيرفيسز” (AWS) للتخزين السحابي، وعملياتها الواسعة في مجال التجزئة.
تعد AWS المحرك الربحي الأساسي للشركة، حيث حققت 11.5 مليار دولار كدخل تشغيلي في الربع الماضي بهوامش ربح تقارب 40%. ومع تصاعد الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي السحابية، باتت هذه الشريحة في قلب اهتمام المستثمرين. وقد وصف الرئيس التنفيذي، آندي جاسي، هذا الطلب بأنه “لا يُشبع”، فيما خصصت الشركة نحو 100 مليار دولار من الإنفاق الرأسمالي لعام 2025 لتوسيع البنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي. وفي ظل إعلان “ألفابت” عن رفع إنفاقها الرأسمالي، سيتابع المستثمرون لمعرفة ما إذا كانت “أمازون” ستحذو حذوها.
سيكون لزامًا على الإدارة تقديم رؤى واضحة حول كيف يدفع الذكاء الاصطناعي التوليدي نحو زيادة استخدام الخدمات السحابية. ورغم المؤشرات الإيجابية المبكرة، فإن أي تباطؤ في النمو سيؤثر سلبًا على السهم.
أما على صعيد التجزئة، فقد أتت استراتيجية الكفاءة ثمارها بعد عام من إجراءات خفض التكاليف، والتي شملت تسريح نحو 27,000 موظف وإعادة هيكلة شبكة التوزيع. ونتيجة لذلك، تحسّنت هوامش التشغيل في قطاع التجزئة بأمريكا الشمالية لتصل إلى 6.2% في الربع الأول مقارنة بـ 5.8% قبل عام. وساهمت الأتمتة—بوجود أكثر من 750,000 روبوت—في تقليص النفقات، وهو ما يُعد مكسبًا كبيرًا على المدى الطويل.
من جهة أخرى، تشير مؤشرات مبكرة إلى صمود الطلب الاستهلاكي، حيث سجل حدث “برايم داي” هذا الشهر مبيعات قياسية بلغت نحو 24.1 مليار دولار عبر الإنترنت في الولايات المتحدة خلال أربعة أيام، متجاوزًا التوقعات. ويرغب المستثمرون في معرفة ما إذا كان هذا الزخم سيستمر خلال بقية الربع.
كونها أكبر مزود للخدمات السحابية في العالم، تقع على عاتق “أمازون” مهمة إثبات أنها لا تواكب المنافسة في الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تتفوق فيها.