كفى تعصباً للشركات التقنية فقد بلغ السيل الزبى !

لم يقتصر مفهوم التعصب على المجال الرياضي بل أصبحنا نشاهد هذه الظاهرة في أغلب الجوانب الحياتية ، ولكن التعصب التقني أصبح طاغياً وبشكل كبير وملحوظ في الفترة الماضية .

رأينا العديد من التقارير والمقارنات بين الأجهزة والهواتف الذكية خاصة بعد إعلان أبل عن هاتفها الذكي لهذا العام الأيفون6 وكذلك هاتف سامسونج الجالكسي نوت4، وللأسف أن الكثير من النقاشات تحول إلى جدال بين المستخدمين في إثبات من الأفضل !

قد يتفق الكثير معي على أن المشكلة ليست في إثبات ماهو الهاتف الأفضل بالنسبة للمستخدم بقدر ماهو بكمية التعصب التقني البغيض الذي صاحب هذه المقارنات والتقارير التي لم يكن هدفها رفع مستوى الوعي لدى المستخدم العادي بل الإنتقاص من المنتج الآخر ودفع المستخدمين لإقتناء منتج مماثل لما أستخدم !

ولا ننكر وجود بعض المستفيدين من هذا التعصب كمسوقين لمنتج معين أو تابعين لشركة تقنية أو حتى أشخاص تم الدفع لهم لتشويه منتج آخر ورسم فكرة عامة لدى المستخدمين عن المنتج الآخر والشواهد على هذا كثيرة ونذكر منها على سبيل المثال للحصر قيام شركة سامسونج بشراء ذمم طلاب تايوانيين لتشويه سمعة Htc في المنتديات وهو ماكلف سامسونج غرامة تقدر بـ  340 ألف دولار .

لكن وبتقديري الشخصي لن يشكل هؤلاء المستفيدون نسبة كبيرة في الوسط التقني حتى وإن كان لهم تأثير محدود في بعض الأوقات ، اذ أن المشكلة الأساسية تكمن بالأشخاص ( العاديين) المهتمين بالتقنية والحاصلين على ثقة الكثير من المتابعين سواءً على الشبكات الإجتماعية أو حتى في العلاقات الشخصية العامة .

فالكثير وللأسف استغل هذه ( الثقة ) وأصبح يشن عملاً عسكرياً عبر منبره الخاص ضد كل من يتكلم في شركته أو المنتج المحبوب لديه ، ولا ننكر أن هذا الإتجاه له محبيه من المستخدميين بل والمشجعين أيضاً وهو ماقد يدفع البعض للتمادي أو المكابرة طمعاً وطلباً للمزيد من الأرقام المتابعة لحسابه أو صفحته الشخصية .

لا ألومك على ميولك الشخصي لهاتف تراه الأفضل بين كل الهواتف بل وتتمنى امتلاكه بأغلى الأثمان ( فهذا رأيك والمال مالك ) ولكن انتقاصك من الشركات والهواتف الأخرى والسعي لجعل المستخدمين يمتلكون هاتف كالذي تحمله بيدك بغير وجه حق لهو الظلال العظيم .

لا بأس لنبين للناس مزايا هذا المنتج وعيوبه وهل سيحتاج فعلاً لهذا الهاتف ؟ أم يكفي المستخدم البسيط هاتف من الفئة المتوسطة ؟ ، وحينها لا تلام على قرار واختيار المستخدم النهائي فأنت أديت ماعليك من واجب تجاه من وضع ثقته فيك وكذلك حق العلم الذي أكتسبته ، فكم من مستخدم يدعوا على ذلك الشخص الذي غشه في عيب ( قاتل ) بالنسبه له وقد يكون ( غير مهم ) بالنسبة لك .

يا أصحاب المدونات ، يامن يكتب في التعليقات ، في صفحات الجرائد أو المجلات ، في تويتر ،  في فيسبوك أيا يكن رأيك  إذا كان متحيزاً لنظام ما فهو خاطئ و لن يهتم أحد فيه بإستثناء من تهمهم هذه الأشياء و هم مخطئين أيضاً !
كل مستخدم وله حاجته وخصائص يريدها في هاتفه تجعل أفضل هاتف لديك أسوأ هاتف قد يفكر في اقتنائه ، لذلك لنبتعد عن التعصب خاصة عند نصح الغير أو الاستشارة .

أخيراً أحترم أذواق وخيارات الآخرين ، وتذكر أنك لا تملك أسهماً في أبل أو سامسونج وغيرها من الشركات !


 

Exit mobile version