تقارير ومقالات

ساعة أبل “طبيبك الخاص” … طبيب باليد ولا عشرة في العيادة

إشعارات ارتفاع ضغط الدم تصل اليوم إلى Apple Watch

تلك هي حالة من يرتدون Apple Watch، حينما باتوا يحملون في أيديهم آخر ماتوصل إليه علم الطب والاستشفاء، وتم تطويع التقنية بكل تفاصيلها وتحديثاتها، فما أجمل أن يتم تركيز كل مظاهر ومستجدات العصر العلمية بين يديك، لتمارس حياتك العادية وأنت تحت الرقابة والرعاية اللصيقة والدقيقة بجيش مهول من تقنيات الطب والصحة العامة، التي توفر لك استقلاليتك وتحفظ لك ما شغلتك عنه الحياة من متابعة الصحة العامة والعناية والأنماط المثالية لحياة كلها جسم سليم.

من غرف الانتظار إلى نبض الساعة

ومن هذا المشهد التقني-الإنساني أعلنت Apple اليوم عن إطلاق ميزة إشعارات ارتفاع ضغط الدم في ساعة Apple Watch لتصبح متاحة رسميًا في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، لتضيف صفحة جديدة إلى حكاية الطب المحمول على المعصم، حيث تنتقل المراقبة الصحية من مقاعد الانتظار في العيادات إلى تفاصيل الحياة اليومية.

فارتفاع ضغط الدم — ذلك “القاتل الصامت” — الذي يطاول ما يقارب 1.3 مليار إنسان حول العالم، يتخفّى غالبًا بلا أعراض، ويتسلل إلى شرايين القلوب خلسة، ليكون العامل الأخطر القابل للعلاج في حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى. وهو مرض بارع في المراوغة، لا تكشفه قراءة عابرة أو قياس وحيد، بل يحتاج رصداً ممتدًّا أشبه بمراقبة حركة المدّ والجزر في بحرٍ هادئٍ تخفي أعماقه العاصفة.

وباء بلا ضجيج .. العدو الخفي في شرايين البشر


Apple Watch اليوم تقدم خاصية متابعة علاقتك مع مرض العصر الأشهر وهو ارتفاع ضغط الدم، حيث توفر قراءة شهرية دقيقة لما يعيشه جسمك خلال شهر كامل من علامات أو بوادر مؤشرات ضغط الدم، لتمكنك من معرفة قربك أو بعدك من هذا المرض، وبالتالي تستطيع أن تحدد مسارك الصحي، لتستمر على المنهج الصحيح أو تتخذ قرار تدارك الأمر والمتابعة مع العيادة المختصة.

الساعة الآن هي عيادة مختصة حقيقية تلازمك طوال الوقت، لتقدم لك التحاليل والبيانات الرقمية الدقيقة التي تغنيك عن كثير من تكاليف زيارة المستشفيات والعيادات.

هنا تأتي Apple Watch لتؤدي دور الحارس الطبي الهادئ؛ إذ تعتمد إشعارات ضغط الدم على المستشعر البصري للقلب لقراءة استجابة الأوعية الدموية مع كل نبضة، بينما تعمل خوارزميات التعلم الآلي بصمت تام في الخلفية، تراجع البيانات المتراكمة على مدى 30 يومًا كاملة، تبحث عن الثبات الخفي لعلامات ارتفاع الضغط المزمن. وعندما تكتمل الصورة الرقمية، ويبرز النمط المقلق، يظهر التنبيه ليُعيد الإنسان إلى وعيه الصحي في اللحظة المناسبة.

التقنية لا تخمّن… خوارزميات تصغي لنبض الجسد

هذه التقنية لم تُبنَ على تخمين، بل تأسست على دراسات واسعة شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، ثم خضعت لمرحلة تحقق سريري شملت أكثر من 2000 مشارك داخل بيئة طبية محكومة. وتشير توقعات Apple إلى أن انتشار هذه الميزة وحده قادر على تنبيه أكثر من مليون شخص خلال عامها الأول ممن يعيشون مع ارتفاع ضغط الدم دون تشخيص.

وإذا وصل الإشعار إلى معصمك، فالتوجيه الطبي واضح وإنساني: سجّل ضغط دمك لمدة سبعة أيام متتالية باستخدام جهاز قياس طبي خارجي، ثم شارك النتائج مع مقدم الرعاية الصحية في زيارتك التالية؛ إجراء يتوافق مع أحدث إرشادات جمعية القلب الأمريكية لتشخيص ارتفاع ضغط الدم والتحكم فيه بوعي ومسؤولية.


الساعة هنا لا تلغي الطبيب، لكنها تختصر الطريق إليه، ويمكننا القول أن Apple Watch جمعت وحفظت أهم عنصرين من عناصر الأنماط الحياتية السلوكية، وهما الوقت والعمل، فهي كفلت لك الوقت كاملا وسخرته لك بعيدا عن توقفات ومواعيد الزيارات الصحية الروتينية، هي هنا وفرت الوقت كي تستمر في قيامك بأعمالك وواجباتك المهنية والعملية، وأنت تحت غطاء الطمأنينة في رقابة ومتابعة صحية تضع أمامك الوقت المناسب لقرار مراجعة الطبيب.

ذكاء لا ينافس الإنسان بل يحميه


التقنية حينما تؤكد لنا أنها تتعامل معنا بروح بشرية، ومشاعر انسانية تحرص على رعايتنا وخدمة مصالحنا الصحية والعضوية، فنحن نعيش معها التوافق الذي نتطلع إليه منذ عقود، ونحن هنا نهدم صنم النمطية الذي كان يقول بأن التقنية ومظاهر الحداثة والمدنية الجديدة هي من أهم أسباب أمراض العصر، ومن أبرز المؤثرات السلبية على العادات والأنماط السلوكية الصحية والمثالية.

ABDULLAH ALGHAFIS

مؤسس ومدير موقع نيوتك ، مدون تقني ، إعلامي ، أدير مجموعة مواقع ، مصور فوتوغرافي ومهتم بالتقنية وأخبارها وخاصة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ، أسعى لخلق بيئة تقنية عربية واعية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى