تقارير ومقالات

التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يوفران ملايين من وظائف المستقبل

غيّرت الثورة الصناعية الرابعة، والتحول الرقمي الذي يشهده العالم، والاقتصاد الرقمي، من طبيعة سوق التوظيف، حيث باتت الوظائف الرقمية، أو ما يعرف بوظائف المستقبل هي الأكثر طلبا في الوقت الراهن، ومن المتوقع أن يوفر التحول الرقمي والذكاء الصناعي ملايين من وظائف المستقبل.

وقد واكبت المملكة العربية السعودية التطورالحاصل في مجال الرقمنة، وآحرزت تقدما كبيرا في التحول الرقمي، خلال الأعوام الأخيرة، كما تبنت العديد من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهو ما أحدث تغييرا في توجهات الشباب السعودي حول سوق العمل، الذي أصبح أكثر حرصا على تعلم مهارات الأتمتة والبرمجة والتقنيات الحديثة، للحصول على الوظائف، خصوصا أن التحول الرقمي في خلق بيئات عمل للموظفين أكثر مرونة من الناحيتين الزمنية والمكانية.

رؤية 2030 لعبت دورا كبيرا في دفع مسيرة التحول الرقمي والتحول للاقتصاد الرقمي

ضرورة ملحة

وأكد محمد عرفة المدير الإقليمي لشركة مايكرو فوكس، أن جائحة «كوفيد-19»، جعلت التحول الرقمي أكثر إلحاحا، وباتت الحاجة ضرورية لتعلم مهارات التحول الرقمي، لمواكبة التغيرات في سوق التوظيف، معتبرا أن رؤية 2030 لعبت دورا كبيرا في دفع مسيرة التحول الرقمي، وسرعت خطوات المملكة للتحول الى الاقتصاد الرقمي.

وأوضح عرفة أن الثورة الصناعية الرابعة التي نعيشها حاليا دمجت التقنيات المادية والرقمية والبيولوجية، وطمست الخطوط الفاصلة بينها، وتعتمد تقنياتها مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات الصناعية والشخصية وإنترنت الأشياء، على المهارات الرقمية.

وشركة مايكرو فوكس هي شركة متخصصة في تقديم حلول برمجية، وتقوم بتحويل الأعمال الرقمية باستخدام برامج تطبيقات المؤسسات، فضلاً عن توفير أدوات لبناء وتشغيل وتأمين وتحليل المؤسسة التي تسد الفجوة بين التقنيات الحالية والناشئة. وتقدم “مايكرو فوكس” خدمات للعملاء في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وقال عرفة: تشير الدراسات إلى أن 45 ٪ من أنشطة العمل القائمة في أسواق العمل في المنطقة قابلة للأتمتة حاليا، وتبلغ نسبة تلك الأنشطة في المملكة 41 %، ويعتقد 84 % من المديرين التنفيذيين أن الذكاء الاصطناعي سوف يخلق وظائف أكثر من الوظائف التي سيقوم بإلغائها لتبقى في صدارة القطاع.

المهارات والقدرات الرقمية من ضرورات التنافسية

أهم وظائف المستقبل

وحول أهم وظائف المستقبل، أشار عرفة، إلى أنها تتركز في مبرمجي ومشغلي ومراقبي الروبوتات، ومحللي البيانات، وموظفي مراكز قيادة الطائرات بدون طيار، وخبراء الصحة الشخصية، ومدربي ومشرفي قدرات الذكاء الاصطناعية، ومهندسي ومصممي تقنية «البلوك تشين»، ومصممي المنتجات ثلاثية الأبعاد، ومطوري تطبيقات ذكية، أخصائي بيانات، أخصائي نانو تكنولوجي، أخصائي ذكاء اصطناعي، أخصائي كمبيوتر.

وشدد على أن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، سيوفران ملايين من وظائف المستقبل، مشيرا الى أن الالتحاق بهذه الوظئاف يتطلب تعلم مهارات خاصة، تتركز في المهارات التقنية، مثل مهارات الحاسب المتقدمة والبرمجة والرقمنة، والقدرة على التعامل مع الناس والتخيل والإبداع والإنتاجية ومهارات إدارة المشروعات والقدرة على العمل مع الضغوطات.

الشركات مطالبة بتدريب الشباب على مهارات وظائف المستقبل للانخراط بسوق العمل

التدريب والتنافسية

واعتبر المدير الإقليمي لشركة مايكرو فوكس، أن المهارات والقدرات الرقمية باتت شرطًا أساسيًا للتحول في الدول والاقتصادات، وتعتبرها الشركات من ضرورات التنافسية، ولذلك يقع على عاتق الشركات دور تدريب الشباب على تعلم واكتساب مهارات وظائف المستقبل؛ ليكونوا جاهزين لسوق العمل، وأن تولي اهتماما كبيرا لتدريب الكفاءات السعودية، وتجهيزهم لسوق العمل في السنوات القادمة، والمساهمة في التحول الرقمي الذي تشهده المملكة.

وأضاف أن التحول الرقمي وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة ستغيران بيئة العمل في السنوات المقبلة بشكل جذري عن بيئة العمل الحالية، حيث ستختفي المكاتب، ويزداد عدد الشركات صغيرة الحجم، ويتراجع هيكل السلم الوظيفي، حيث لن يكون هناك مكان للمديرين أو رؤساء العمل التقليديين، مع إفساح المجال للشباب الأصغر سنا.

تحول وحلول للأزمات

من ناحيتها، أوضحت طالبة ماجستير، سايبر سكيورتي، عائشة الشهراني، أن التحول الهائل في التحول الرقمي في عصرنا الحالي، أسهم في إيجاد حلول فاعلة لمعظم الأزمات التي واجهها العالم خلال السنوات الأخيرة، وما يتوقع أن يواجهه في الأعوام المقبلة.
وبخصوص تأثير هذا التحول على الوظائف، قالت إن التأثير كان واضحا بتوفير الوظائف عن بعد، وتقليص عدد الموظفين، مبينة أن الاحتياج الأكبر كان في التخصصات التقنية.

أهمية التدريب

من جهتها، دعت بسمة أحمدوش، مستشارة الأمن السيبراني بإحدى الشركات الرقمية، الشركات إلى بذل مزيد من الجهود التوفير التدريب التقني لموظفيها، إذ يسهم ذلك في تطوير أعمال تلك الشركات ومن ثم تحقيق نمو في أعمالها.

وبينت أنه على أصحاب العمل القيام بتدريب الموظفين بأكثر من نوع تدريب منها، التدريب التقني والموجه بشكل خاص لاحتياجات العمل وإتقان مهام الوظيفة، والتدريب على المهارات المهنية التي تساعد على تطور المهارات الفردية التي توسع من مدارك الموظف، والتي بدورها تساهم في تطوير العمل ومهامه.

وأكدت أحمدوش أن هذه التدريبات تخلق جيل واعدًا وبناء وقادرا على المساهمة في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 من خلال خدمة جميع الصناعات.

وأضافت أحمدوش أن الوظائف عبارة عن مجموعات من المهام وليست انعكاسًا بسيطًا لنوع واحد من المهام، وأن بعض المهام يمكن استبدالها بالتحول الرقمي، ولكن هذا لا يعني أن الوظيفة بأكملها ستختفي؛ إذ تتطلب بعض الوظائف التدخل البشري، لاسيما التي تتطلب مهارات فكرية واجتماعية، وأيضا المهن التي تحتاج تفاعلا وجها لوجه.

اختفاء لوظائف وأوضحت أحمدوش، أن هنالك الكثير من الوظائف التي سوف تختفي بالتحول الرقمي، وبالأخص الوظائف التي تركز على المهام الفردية الروتينية، حيث الرقمنة أثبتت بشكل كبير دورها في زيادة سرعة وكفاءة هذه الوظائف، وأنها تحل محل العمل اليدوي، خاصة في المهام التي كان يؤديها الموظف بشكل فردي روتيني، مما يعني أن العمليات الرقمية تتولى المهام الأبسط، وبالتالي، لا حاجة العدد من الموظفين للقيام بنفس المهمة، بل يجب أن يتمتع الموظفون بمؤهلات ومهارات أفضل.

ABDULLAH ALGHAFIS

مؤسس ومدير موقع نيوتك ، مدون تقني ، إعلامي ، أدير مجموعة مواقع ، مصور فوتوغرافي ومهتم بالتقنية وأخبارها وخاصة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ، أسعى لخلق بيئة تقنية عربية واعية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى