أعادت “الإنسان” ليقود “التقنية” .. “Apple” تبتكر “رحلة تعليمية” للتعريف بمنهجها الإبداعي “Mac”

استمطرت شركة “Apple” في بولندا عالمًا جديدًا في التعبئة والترويج لتجربة تقنية فريدة للطلاب والمبدعين تحت عنوان “Apple Mac Student Experience”، الذي قدم تجربة تعليمية ومعرفية أضافت المزيد من متطلبات تسارع العصر الحديث، وأعادت الرياسة والقيادة “للإنسان” الذي بات آمرًا ناهيًا للتقنية بجبروتها وغرورها؛ حينما ابتكرت “رحلة تعليمية” أشبه ما تكون بالحاضنة الطبيعية، التي يغذّيها وتغتذي من خلالها المهارات البشرية وخبراتها، تلك التي عمرت الكون وسادت الخليقة، حينما استقطبت عددًا من متخصصي التقنية وصنّاع المحتوى والطلاب، وكأنهم حديثو عهدٍ بتقنية ولا يملكون مفاتيحها، ليعيشوا تجربتهم داخل ذلك الحرم الجامعي المخصص لهذه التجربة التعليمية الفريدة.
قبة تعليمية … لكل زاوية منها حكاية
عوالم متوازية تنقلك من المعرفة إلى المهارة، ومن التأمل إلى التمكين، وكأنك تخطو داخل متاهة من الابتكار المتتابع.

الفكرة الجديدة التي أوجدتها “أبل” هي عوالم متجاورة يعيشها الفريق في كل مرحلة، وحجرات تصنع خاصية وميزة برمجية وتقنية مستقلة، يجدون فيها المنتج الجديد “MacBook Air” هو الذي يستقبل منهم “الأوامر” ويسارع نحو تحقيق رغباتهم، فكرتها التعلم على كيفية أن يساعد الماك بوك الطلاب في الإنتاجية والبرمجة وحتى صناعة المحتوى.
Swift Lab … حين تُبرمج العالم بخمس نقرات
من البرمجة إلى الابتكار، حجرة تكسر حاجز المستحيل، وتجعل من الماك أداة ساحر بيد مبتدئ.

أولى تلك الحجرات أو الفصول -إن صح التعبير- (حجرة البرمجة) وفيها يستطيع الفريق وهو شبه معدم من كل مهارات التقنية، أن يستفيد من الماك والذكاء الاصطناعي في القدرة على برمجة التطبيقات والألعاب وتطوير نموذج أولي لتطبيق بلغة Swift عبر Playground وكتابة وتعديل الأوامر البرمجية واستحداث تكنيكاتها وتفصيلاتها، لتصل القيمة التقنية للماك بانه استطاع أن يوجد تطبيق تقني بكل تعقيداته خلال خمس دقائق أو أقل.
تطبيق Swift Playgrounds هو تطبيق تعليمي مجاني من Apple متوفر للماك والأيباد، ويُتيح للطلاب تعلم البرمجة بلغة Swift بطريقة تفاعلية ومرحة، دون الحاجة لأي خبرة مسبقة. يدمج بين التعليم العملي وحل المشكلات من خلال دروس مصممة بأسلوب اللعب، مما يجعل تعلم مفاهيم البرمجة ممتعًا وسهل الفهم.
مختبر الخيال البصري: حجرة صناعة المحتوى
في زاوية تشبه مسرح الضوء، يُعاد تشكيل العالم بعدسة الطالب، ليصنع محتوى يُرى ويُحسّ ويُلهم.
في زاوية أخرى من هذا الحرم الجامعي وجد الفريق المشارك في حجرة (صناعة المحتوى) الطريق أمامه سالكًا لصناعة محتوى تصويري وفلمي محترف، على إنتاج وتغذية بصرية ومعرفية وفكرية رصينة لها ثقلها وتأثيرها، كأي عمل احترافي يمكن من خلاله إيصال رسالتك وفكرتك وصناعة محتوى بأبسط الأدوات المتوفرة للطلاب ” الايفون والماك” وتحرير وصناعة المحتوى الإبداعي باستخدام CapCut على Mac.
الإنتاجية كما لم تعرفها من قبل
هنا تنساب المهام من جهاز لآخر كما تنساب الموسيقى، ويصبح التحصيل الدراسي ضربًا من الترفيه الذكي.

وجاءت حجرة “الإنتاجية” لتكشف أمام المشاركين كيف يكون طوعًا لك، وبين يديك في كل ما تريد، ولك أن تشارك الآيفون الخاص بك في ذلك، الأمر الذي يسهل عليك الدراسة وتحضير المحاضرات وكتابة المقالات، وتلخيص ذلك وتبويبه وتصنيفه، واستخراج المباحث المرادة والشواهد المستهدفة.
سلكت Apple في هذا الجزء من التجربة نهجًا تعليميًا أنيقًا، حيث فتحت للطلاب أبواب عالم Mac 101، كمن يضع بين أيديهم مفاتيح السيطرة على عالمهم الرقمي. فمن إيماءات لوحة التتبع التي تحوّل اللمسة إلى أوامر، إلى مركز التحكم الذي يشبه برج القيادة في طائرةٍ ذكية، وصولًا إلى الحافظة الشاملة التي تنقل الكلمات والأفكار كأنها طيور تنتقل بحرية بين الأجهزة.
من أول لمسة على لوحة التتبع حتى آخر فكرة طارت بالحافظة الشاملة
وقدّمت Apple باقة من الأدوات الذكية التي تعمل بتناغم بديع، مثل Handoff الذي يُسلّم المهام من جهاز إلى آخر بسلاسة تشبه تسليم الشعلة بين العدّائين، وأدوات الكتابة المدعومة بذكاء Apple، التي تحوّل الأفكار إلى نصوص بأسلوب أكثر دقة وإبداعًا. ولم تغفل Apple عن جانب الخيال البصري، فطرحت تطبيق Image Playground ليمنح الطالب قدرة على تحويل الخيال إلى صور تنبض بالحياة.
كل ذلك جاء محمولًا على جناحي الفائدة والإنتاجية، ليجعل من تجربة التعلم رحلة أكثر سلاسة، وإبداع الطالب أكثر إشراقًا.
قاعة التتويج: حين تصبح الأحلام تطبيقات
ليس مجرد تخرج مجازي، بل إعلان ولادة مبدعين جدد… كتبوا أفكارهم على سطح الماك، فقرأها العالم.

وختمت “أبل” تلك التجربة “بقاعة التخرج” التي يُتوَج فيها المشاركين، لأنهم استطاعوا أن يستمطروا أفكارهم الذهنية، وخيالاتهم البرمجية، عبر جهاز “MacBook Air” وأصبحت واقعًا معاشًا حقيقيًا يبقى متداولاً ما بقيت التقنية وما عمُر الإنسان في الأرض.
حين غادرتُ “تجربة أبل التعليمية حول الماك” في بولندا، لم أخرج كما دخلت، بل كأنني تركت هناك نسخةً قديمةً مني، وعُدت أحمل بين ضلوعي نسخةً جديدة أكثر وعيًا، أشدّ بريقًا، وأقرب للمستقبل، لم تكن التجربة مجرد استعراض تقني، بل كانت أشبه برحلة عبور… من ضفة المتلقي إلى ضفة المعلم، من الانبهار إلى الإبداع، ومن التردد إلى الإقدام.
رأيت “الماك” لا كجهاز، بل كرفيق طريق، يُتقن الإنصات، ويُسابق الزمن ليترجم الأفكار إلى واقع، ويجعل من الخيال حرفة، ومن الموهبة مهنة.
ووسط تلك الأروقة التي تنبض بالمعرفة، شعرت أن أبل لم تُعلمنا كيف نستخدم أدواتها فقط، بل أعادت تعريفنا بأنفسنا… بأننا لسنا أتباعًا للتقنية، بل صانعوها، مؤلفوها، وحُرّاس خيالها.
هكذا كانت تجربتي، وهكذا أؤمن أن مستقبل التعليم والتقنية ليس في الأسلاك والمعالجات فقط، بل في أنسنة الآلة، وتحكيم الإنسان، حين يعرف كيف يستخدم ما بين يديه ليكتب ما سيكون عليه الغد.